هم صغير امامه
اتشوق لها .. اتشوق لعودتها.. اعلم انها لن تعود الا بعد ان اضع رأسي على وسادتي الباردة واعلم انها لن تعود الا بعد ان اغلق عيناي واعلم انها لن تعود الا بعد انظر الى صوري ودفاتري العتيقة اعلم انها غادرت بلا عودت اعلم انها لن تعود ولكنها عششت في عقلي الطفولي احن لها احن عليها احن الى عودة ساعة واحدة او ربما اقل من ذلك عندما كنت اجهل ما حوي احب الحلوة والشكولاته احب حذاء امي الكبير اقلد الكبار اضع بعض اللون الاحمر على شفتاي وبعض الوردي على خدي احاول ان ابدو مثلهم حتى اذكر اني كنت بين صديقاتي الاكثر اتقان لدور الكبار اذكر اني كنت اقلد امي في مشيتها وضحكتها وكل حركة لها بأتقان تام حنى في لفت حجابها كنت اتمنى ان اصبح مثلها في ذلك الزمن كنت اتمنى ان لو ان الايام تتسابق في المضمارلأفوز انا واحقق ما اريد لم اعلم ان الايام تخفي لي جراحا لا اقوى على رفعها ولا يقوى قلبي على تحملها وتخفي لي افراحا كانت وستبقى اجمل الذكريات عندما تكبر كل شيء يكبر معك احلامك امالك وعمرك وتجاعيد وجهك اذكر اني كنت افرح في مصروفي البسيط التي تضعه امي في يداي لأشاري الحلوة من دكان ذلك العجوز الذيانحنا ظهره مثلاما انحنت عصاه اذكره بدقة 5 قروش في صباح ومساء كل يوم ان الان فلا انظر لها لأن قيمتها اختفت الم اقل نكبر وكل شيء يكبر معنا اتمنى لو انني لم انظم الى عالم الكبار الذي لطالما حلمت به لتصطف الاحزان وتنحني لي وتحيني وكأني مسوؤل او حاكم ولتذرف دموعي في لحظة فراق الغوالي اه لو بقيت صغيرة لما عرفت طعم الفراق ولا طعم الحزن لما عرفت سوى طعم تلك الحلوى كلنا نكبر وعقولنا تكبر لنتعلم كيف نصيطر على الالام والاحزان التي حاصرت قلبي واستوطنت به مث المحتل وبنت الجدران وسدت الشريان الايمن والايسر وغلقت على المعابر ومنعت عني النوم ولولا الايمان في قلوبنا لما تحملنا ولولا ركعتين ودمعتين في وسط الظلام الذي يخيم علينا لما صبرنا ولولاان لي كبير اشكو له همي الصغير لما تحملت فبقوة .. وصبر.. وعزم ..وايمان ..اقول : اعتذر لك ايها الحزن لأن المقاعد في قلبي للأفراح محجوزة.